مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات الفكرة والأهداف
يحتل تنظيم المؤتمر الدولي لإدارة الطوارئ والأزمات، المرتبة الرابعة في تسلسل الأهداف والغايات التي تسعى "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث" إلى تحقيقها، بغاية زيادة الوعي، وتحسين أداء وفعالية جهود وقدرات الاستجابة للطوارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة.
فالدول والهيئات والمنظمات المحلية، مهما استطاعت أن تُحقِّق من تقدُّم خلال مسيرة بنائها، بالاعتماد على كفاءاتها وتراكم خبراتها الفردية، ومهما تنامت إمكانياتها وقدراتها الخاصة، في مواجهة التحدّيات المُختلفة التي تعترض سبيلها... تبقى في حاجة ماسّة إلى الاستفادة من الآخر، ومن تجاربه وخبراته وعلومه واكتشافاته.
لذلك، وضعت "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث" مسألة العلاقة مع هذا الآخر، في سُلَّم أولوياتها، وذلك تأسيساً على مقولة: "لسنا وحدنا في هذا العالم"...
وفي هذا الإطار، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في الدولة، أوْلَتْ "الهيئة" اهتماماً فائقاً بعقد المؤتمرات الدولية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، على أرض الإمارات، بهدف الاستفادة القُصوى من التجارب والخبرات والتقنيات العالمية، التي تساهم في تعزيز دورها وقدراتها في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث، عبر استضافة أكبر عدد ممكن من الكفاءات والمُتخصّصين في هذا المجال، من مُختلف دول العالم ومؤسساته ومنظّماته.
وتهدف مثل هذه المؤتمرات, إلى الارتقاء بواقع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، ومنطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام. والغرض الجوهري من إقامتها, يتمثّل في تمكين المشاركين فيها، من التعرُّف على التجارب والخبرات بشكل مُعمَّق، لاسيما بما يتعلّق بتنسيق العمل وإدارة الأزمات من جانب، والارتقاء بالوعي والمعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، حول الحاجة إلى مفهوم منسّق لكلّ ما يرتبط بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من جانب آخر.كما تساهم في الإفساح في المجال أمام المؤسسات المحلية والوطنية، للاستفادة من التجارب والخبرات القادمة من بقية أصقاع العالم. كما تتيح – في الوقت نفسه - لهذه المؤسسات فرصة عرض أفكارها ومناقشتها مع الخبراء الدوليين.
وتناقش مثل هذه المؤتمرات مجموعة من الموضوعات الاستراتيجية الهامة، التي تتناول مسائل مختلفة، مثل: الجاهزية والقيادة والسيطرة أثناء الأزمات، الأمن البيئي والصناعي، التصدّي للإرهاب، الأمن الإلكتروني والتكنولوجي، دور الاتصالات والإعلام في إدارة الأزمات، ومشاريع التطوير والبناء والطّب والصّحة. وهي تتيح للمسؤولين في الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى المشاركة فيها، فرصة التعرُّف على أفكار مبتكرة وعملية، في ما يتعلَّق بتنسيق الجهود والعمل المشترك، محلياً ووطنياً وإقليمياً، للتعامل مع الطوارئ والأزمات والكوارث.
وتتمحور أهداف مثل هذه المؤتمرات، حول ما يلي:
1 – خلق المعرفة والدراية والجاهزية والاستعداد لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
2 – تشجيع وتنظيم التعاون المشترك بين الدول المتجاورة على المستوى الإقليمي.
3 – تبادل الخبرات المتعلقة بالطوارئ والأزمات على المستوى العالمي.
4 – الحرص على إيجاد أفضل الأساليب في إدارة الطوارئ والأزمات.
ويسعى "مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات"، الذي تُنظّمه "الهيئة" في أبوظبي، إلى رفع مستوى المعرفة لدى الجهات المعنية في قطاعي الأمن الوطني وإدارة الأزمات والكوارث، في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، حول الأنظمة والوسائل الحديثة التي تستخدم لمواجهة سيناريوهات الطوارئ المحتملة.
وقد استطاع المؤتمر، منذ انطلاق دورته الأولى في العام 2008، أن يحتل مرتبة متقدِّمة في الاهتمام على المستويين الإقليمي والدولي، لجهة تمكُّنه من استقطاب مجموعات هامة من الخبراء والاستراتيجيين من كافة أنحاء العالم. فهو الحدث الأول والوحيد من نوعه على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط، إذ يشكّل منصَّة لتبادل الرؤى لنخبة من المُتخصّصين العالميين في مجال إدارة الطوارئ والمهتمّين في المنطقة، عبر سلسلة من المحاضرات وورش العمل، أملاً في التوصّل إلى أفضل الحلول والإجراءات التي يُمكن اتخاذها في مواجهة الطوارئ والأزمات، من أجل تفادي وقوعها أو التخفيف الأقصى من خسائرها والتعافي من آثارها على مختلف المستويات.